كنت طفلاً والاَن إبتلعت ارضي وجعلت من نفسي سحابة.
انا الذي قتلت ابي وجعلت من أفكاري جنوداً واتباعا.
نسيت كل ايامي.
محيت كل اسمائي.
أبوح السر للمرسى لاغزو حافراً ابارا.
انا المنسي، لذا عروبتي تراب فرشتي عند صغري وصياح احشائي وهي تسئلني، لما لم يطعمني عِرقي ولا عرق جبيني، ولغتي مِرار صمتي وانا
اموت في اللحظة.
وفي هذه اللحظة، إن كنت عربياً، ماتت عروبة أُمّتي، وإن كنت ضحيةً، مت انا في سعيي، لذا خلعت ثوبي لكي أحيا
كما انا.
ولدت في جحيم فقري وصراع امي وابي في موت قلبي، ولم أحيا طفلاً إلا لكي تشيب لمحات وجهي وانا
اتأمل.
انا الذي اطغي إن طُغيت، وإن قتلتني عروبتي، قلت لها سممت نفسك بدماء من احياك، فانا الذي كنت اتذكرك، فإن نسيتيني انساك، وإن اسائت تعريفي، أُذكرك،
انا الإنسان. انا الكائن. انا عربيٌ من بلاد فارس.
عروبتي نسيتها ان نسيتني، وقلت لها كما قيل لها من سابق.
قال لك كن فتكون، ولن تكون إن لم تكون، فكن اذاً ودعني بشاني لكي اكون كما انا، من هذه الساعة وحتى اختصار موتي علي، فالموت لي وليس إلا عليكم ولي. اما انا فاسعى لابي وهو بانتظاري في جحيم نفسي،
فأنا إبن حادس.
الغول، إبن بني شمس، إبن بني قيص والوليد وإبن بني حارث، فلتحذر إبن السمرة، اهل السامية، اذاك في اذناك ذاك الشاعر العربي،
اباه لم يكن صامتاً باكما،
لم يكن مهللاً مصفقا.
اباه كان أحمداً محمدا،
اباه كان فاتح.